فعندما تتمعن في ما يطرحوه من مشاريع مستقبلية... تجد انهم لم يستخلصو العبر من مشاركتهم في الفشل والصفر فاصل...بل إنهم يذكرونك في شبابك الثورجي...وتجدهم يقلدون نفس المشروع الذي خرجو منه رغم انهم ينتقدوه لعدم النجاح في قيادته عوض مؤسسيه بدفعهم خارجه والحلول محلهم... ويتضح ذلك من اجترارهم لنفس التصورات

...الصراعات داخل المنتظمات السياسية تأخذ عادة ثلاث مستويات ادناها واكثرها اثارة ودمارا هو الصراع حول الشخوص حماية للأفراد والمصالح االضيّقة يليها صراع التموقع بين المجموعات ويقترن عادة بقضايا الحوكمة الإجرائية واعلاها واكثرها أهمّية هو الصراع حول الخطّ السياسي الوطني وخيارات الحزب من القضايا الوطنية

احلل بخلاف السائد ولا اعتذر لمن يستعجلون الفرح. حزب النهضة يحقق انتصارات في اللحظة السائدة ...ويتجه الى الحكم ...هذا معطي موضوعي وليس دعاية سياسية ...لكن اي حكم؟؟

المشهد يتغير في تونس.. قوى وزعامات تندثر، وأخرى تسقط نهائيا، وأخرى تبرز، ولكن الخلاص لا يزال بعيدا. الناخب التونسي أحدث مفاجآت كثيرة، منها برلمان غير قادر على الفعل، وحكومات غير قابلة للبقاء، وزعامات جديدة تحمل عاهات مزمنة ذات جوهر استئصالي…

الحرب الأهلية القذرة في الجبهة الشعبية سوف تتواصل وتزداد قذارة لأن طرفي الصراع ونعني بهما البيروقراطية من جهة والانتهازية من جهة ثانية وصلا إلى درجة من التعفن لم يسبق أن عرفها اليسار من قبل…

الحزب الذي لا يطبق الديمقراطية داخله ويمارس الوصاية على أعضائه هو حزب فاشي وانتهازي ولا يمكن ائتمانه على تطبيق الديمقراطية في البلاد…

وبقدر هزلية المشهد وسرياليّته، يدرك الجميع أنّ البلاد قد لا تتحمّل طويلا كلّ هذا اللهو على حافة الهاوية. هاوية يتجنّب الجميع النظر نحوها فما بالك بالتوقّي من السقوط فيها.